تعقيبات وتحليل على رواية 1984 لـ جورج اوريل
الإثنين يناير 02, 2017 8:26 pm
تعقيبات وتحليل على رواية 1984 لـ جورج اوريل
التعقيب الاول
- إنّها رواية تُقرَأ .. ثمّ تُقرَأ مِن جديد .
غريب هو الانجذاب الذي شعرت به تجاه الرواية بعد قراة هذه العبارة في خلفية الكتاب ..
ما قرأته حتى الآن شدني و جعلني أشدّ نفسي منه بصعوبة حين داهمني وقت الواجبات الأخرى , كنت أتمنى إكمالها في مرة واحدة لكني سأفعل الليلة و أكملها .
حزنت للمنطقة المتهالكة في لندن التي كان يقع فيها مبنى وزارة الحقيقة , طريقة حزن ونستون عليها جعلتني أصدّق للحظة أنّ كل لندن كانت هكذا في القرن التاسع عشر .. لكني ربطت لا شعورياً بين اسم الوزارة [ الحقيقة ] و شكل طبيعة المنطقة الحقيقي الواقعة فيه , و لم أشعر بتناقض شكل الوزارة و بنيانها الإسمنتي الأبيض مع حالة المنطقة الرديئة , في كل العالم يجب أن تكون المنشآت الحكومية أكثر قوة و ترفاً من أيّ بنيانٍ آخر .
- الفكرة التي راودته حينها حينذاك هي أن يستعمله كمفكرة , و لم يكن في ذلكَ ما يُخالف القانون ( ليس لأنّ ذلك مسموح به بل لأنه لم يكن هناك قانون في الأصل يحدد ما هي المخالفات ) ! , و مع ذلك إذاما افتضح أمره فإنه كان حتماً سيعاقب بالإعدام أو السجن لخمس وعشرين سنة في معتقل من معتقلات الأشغال الشاقة
مرعب والله , إذا كان هذا الألم منذ بداية الرواية فما الذي ينتظرني في عمقها .. طبعاً الآن واضح أن ونستون ليس راضياً عن كونه عضواً في الحزب و غير راض عن أي شيء فيه .
- 4 نيسان .. 1984
لما قرأت الصفحات العشر من الرواية قبل هذه الصفحة كنت كأنني أتصفحها فقط , إلا أنّني أعطيت كل حواسي و تركيزي بشكلٍ كامل لها بعد أن شعرت بهذا التاريخ كبداية لكتابة عالم تختلط فيه أصوات الحيوانات البشرية بالآلات .. مجرد شعور بالرهبة جعلني أصف الأمر هكذا .
وصلت إلى نهاية الفصل الثاني و أغلقت الكتاب , ذكّرتني طريقته في تعليم الكتاب بذرة الغبار التي يكشف بها إن ما كان أحد توصل إلى كتابه و فتحه أم لا , بطرق كثيرة غبية و بعضها طريفة و أخرى جهنمية ! كنت أعلّم بها روايات المغامرون الخمسة و روايات ملف المستقبل التي كنت أقراها في المتوسطة , لأعرف إن كان أحد إخوتي فتحوها في غيابي أم لا , لأنهم كانوا يرفضوا أن أقرأ الروايات بشكل عام
- الأسلوب الأدبي في الرواية جداً اعجبني والله , شعرت بمتعة حقيقية و شعرت كأنها رواية حديثة لشدة ما كانت اللغة سهلة ممتنعة , و مشوقة و بها لمسة فلسفة في بعض المقاطع رقيقة و عميقة أيضاً .
..
التعقيب الثانى
............................-
1984 / جورج أوريل .
- انتهيت من قراءة الرواية في الأمس , تأثرت حتى تعبت نفسياً منها , و هذا يعني أنّها كانت صادقة إلى حدٍ لم يكتشفه العالم الذي قرأها إلا في وقتٍ قريب ! , لأن ظاهر الرواية يوحي أنها خيال في خيال ! , بالمناسبة تذكّرت رواية قصيرة [ شيطاني ] كتبها هجومي بأسلوب مشابه كثير لأسلوب رواية أوريل الفني .
لاحظوا الشبه الدلالي أيضاً بين الروايتين ! , نهاية الرواية كانت كالنار التي كان لهيبها متصاعداً بفووورة إلى أن لامس أعمق نقطة في السماء العالية ثمّ فجأة .........
انطفأ .
انطفأ بدون أن يتناقص أو يخفت أولاً.
تذكّرت مقولته حين قرأت روايته , له قول يقول فيه :
" الكتابة نضال فظيع ومنهك، على غرار معاناة طويلة مع مرض مؤلم. ولا يمكن إنسان أن يقوم بعمل كهذا لو لم يكن مدفوعا اليه بشيطان يعجز عن مقاومته وعن فهمه على حدّ سواء "
- بالطبع هذا الحديث عن الكتابة الخارجة من نقطة العمق القصوى في القلب , المدفوعة من العقل و ليس العكس هنا هو الصحيح .. أوريل لم تكن في كتابته أي وقائع خيالية , لكنه كان يملك عيناً ثاقبة تنظر إلى المستقبل البعيد عن تاريخ روايته و تعرف أنّ ما كتبه سيكون " مفصّلاً بالسنتيمتر " على الواقع يوماً ما , و ها هو اليوم الموثق فيها قد أتى , نظرة واحدة إلى عالمنا السياسي و السلطوي اليوم و نتأكد من هذا فوراً .
- " ثمّ عادت إليه بعلبة من الكرتون تحتوي على أدوات السلم و الثعبان , و هو لا يزال يذكر الكرتون الرطب الذي صنَعَت منه اللعبة " .
لم أكن أعرف أن لعبة السلم و الثعبان كانت موجودة في الثمانينات ! , كما أني تذكّرت أني ولدت بعد تاريخ الرواية بعامين ! , و أول مرة عرفت و لعبت فيها السلم و الثعبان كانت في الصف الأول المتوسط .. و كنت أظنها لعبة جديدة جداً للتوّ اخترعوها في الأسواق ! .
يا الله , هذه الرواية فظيعة في كل شيء . و كفى ..
منقول
التعقيب الاول
- إنّها رواية تُقرَأ .. ثمّ تُقرَأ مِن جديد .
غريب هو الانجذاب الذي شعرت به تجاه الرواية بعد قراة هذه العبارة في خلفية الكتاب ..
ما قرأته حتى الآن شدني و جعلني أشدّ نفسي منه بصعوبة حين داهمني وقت الواجبات الأخرى , كنت أتمنى إكمالها في مرة واحدة لكني سأفعل الليلة و أكملها .
حزنت للمنطقة المتهالكة في لندن التي كان يقع فيها مبنى وزارة الحقيقة , طريقة حزن ونستون عليها جعلتني أصدّق للحظة أنّ كل لندن كانت هكذا في القرن التاسع عشر .. لكني ربطت لا شعورياً بين اسم الوزارة [ الحقيقة ] و شكل طبيعة المنطقة الحقيقي الواقعة فيه , و لم أشعر بتناقض شكل الوزارة و بنيانها الإسمنتي الأبيض مع حالة المنطقة الرديئة , في كل العالم يجب أن تكون المنشآت الحكومية أكثر قوة و ترفاً من أيّ بنيانٍ آخر .
- الفكرة التي راودته حينها حينذاك هي أن يستعمله كمفكرة , و لم يكن في ذلكَ ما يُخالف القانون ( ليس لأنّ ذلك مسموح به بل لأنه لم يكن هناك قانون في الأصل يحدد ما هي المخالفات ) ! , و مع ذلك إذاما افتضح أمره فإنه كان حتماً سيعاقب بالإعدام أو السجن لخمس وعشرين سنة في معتقل من معتقلات الأشغال الشاقة
مرعب والله , إذا كان هذا الألم منذ بداية الرواية فما الذي ينتظرني في عمقها .. طبعاً الآن واضح أن ونستون ليس راضياً عن كونه عضواً في الحزب و غير راض عن أي شيء فيه .
- 4 نيسان .. 1984
لما قرأت الصفحات العشر من الرواية قبل هذه الصفحة كنت كأنني أتصفحها فقط , إلا أنّني أعطيت كل حواسي و تركيزي بشكلٍ كامل لها بعد أن شعرت بهذا التاريخ كبداية لكتابة عالم تختلط فيه أصوات الحيوانات البشرية بالآلات .. مجرد شعور بالرهبة جعلني أصف الأمر هكذا .
وصلت إلى نهاية الفصل الثاني و أغلقت الكتاب , ذكّرتني طريقته في تعليم الكتاب بذرة الغبار التي يكشف بها إن ما كان أحد توصل إلى كتابه و فتحه أم لا , بطرق كثيرة غبية و بعضها طريفة و أخرى جهنمية ! كنت أعلّم بها روايات المغامرون الخمسة و روايات ملف المستقبل التي كنت أقراها في المتوسطة , لأعرف إن كان أحد إخوتي فتحوها في غيابي أم لا , لأنهم كانوا يرفضوا أن أقرأ الروايات بشكل عام
- الأسلوب الأدبي في الرواية جداً اعجبني والله , شعرت بمتعة حقيقية و شعرت كأنها رواية حديثة لشدة ما كانت اللغة سهلة ممتنعة , و مشوقة و بها لمسة فلسفة في بعض المقاطع رقيقة و عميقة أيضاً .
..
التعقيب الثانى
............................-
1984 / جورج أوريل .
- انتهيت من قراءة الرواية في الأمس , تأثرت حتى تعبت نفسياً منها , و هذا يعني أنّها كانت صادقة إلى حدٍ لم يكتشفه العالم الذي قرأها إلا في وقتٍ قريب ! , لأن ظاهر الرواية يوحي أنها خيال في خيال ! , بالمناسبة تذكّرت رواية قصيرة [ شيطاني ] كتبها هجومي بأسلوب مشابه كثير لأسلوب رواية أوريل الفني .
لاحظوا الشبه الدلالي أيضاً بين الروايتين ! , نهاية الرواية كانت كالنار التي كان لهيبها متصاعداً بفووورة إلى أن لامس أعمق نقطة في السماء العالية ثمّ فجأة .........
انطفأ .
انطفأ بدون أن يتناقص أو يخفت أولاً.
تذكّرت مقولته حين قرأت روايته , له قول يقول فيه :
" الكتابة نضال فظيع ومنهك، على غرار معاناة طويلة مع مرض مؤلم. ولا يمكن إنسان أن يقوم بعمل كهذا لو لم يكن مدفوعا اليه بشيطان يعجز عن مقاومته وعن فهمه على حدّ سواء "
- بالطبع هذا الحديث عن الكتابة الخارجة من نقطة العمق القصوى في القلب , المدفوعة من العقل و ليس العكس هنا هو الصحيح .. أوريل لم تكن في كتابته أي وقائع خيالية , لكنه كان يملك عيناً ثاقبة تنظر إلى المستقبل البعيد عن تاريخ روايته و تعرف أنّ ما كتبه سيكون " مفصّلاً بالسنتيمتر " على الواقع يوماً ما , و ها هو اليوم الموثق فيها قد أتى , نظرة واحدة إلى عالمنا السياسي و السلطوي اليوم و نتأكد من هذا فوراً .
- " ثمّ عادت إليه بعلبة من الكرتون تحتوي على أدوات السلم و الثعبان , و هو لا يزال يذكر الكرتون الرطب الذي صنَعَت منه اللعبة " .
لم أكن أعرف أن لعبة السلم و الثعبان كانت موجودة في الثمانينات ! , كما أني تذكّرت أني ولدت بعد تاريخ الرواية بعامين ! , و أول مرة عرفت و لعبت فيها السلم و الثعبان كانت في الصف الأول المتوسط .. و كنت أظنها لعبة جديدة جداً للتوّ اخترعوها في الأسواق ! .
يا الله , هذه الرواية فظيعة في كل شيء . و كفى ..
منقول
- فطومةمشرفة
- عدد الرسائل : 126
نقاط : 168
رد: تعقيبات وتحليل على رواية 1984 لـ جورج اوريل
الثلاثاء يناير 03, 2017 2:20 pm
Keep up the great work
- بو فهد
- عدد الرسائل : 169
نقاط : 279
رد: تعقيبات وتحليل على رواية 1984 لـ جورج اوريل
الأربعاء يناير 11, 2017 3:31 pm
يعطيك العافية اختي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى