ترجمة سونيت 2 لشكسبير Sonnet 2 Shakespeare
السبت مارس 06, 2021 11:37 pm
ترجمة سونيت 2 لشكسبير Sonnet 2 Shakespeare
SONNET 2
ملاحظة: هناك احتمال أن سن الأربعين في زمن شكسبير كانت تعتبر خريف العمر،
ربما مرحلة ما بين العقدين السابع والثامن في وقتنا الحاضر.
عندما يحاصر جبينك أربعون شتاءً
وتحفر السنون أثلاماً عميقة في حقل جمالك
فإن عنفوان شبابك الذي نبصر نضرته الآن
لن يكون سوى نبتة ممزقة لا نفع منها ولا قيمة لها.
وإن سُئلت إذ ذاك عن مكمن جمالك
وعن الكنز الذي امتلكته إبان شبابك الطافح بالقوة والحيوية
ستجيب أنه مطمور في عينيك الغائرتين
وسط عار دائم النهش مقيم، وثناء عقيم.
لكن كم ستكون مستحقاً للثناء
لو استطعت الإجابة بالقول: "ها ابني الوسيم
يروي قصة حياتي ويؤكد أنني صرفت عمري كما ينبغي أن أصرفه."
عندئذٍ سيكون وريثك برهاناً على أن جماله قد ورثه عنك، فهو في الأصل جمالك.
بابنك سيتجدد شبابك في سن الشيخوخة،
وسيجري الدم حاراً في عروقك عندما تتسلل إليك رعشة البرد.
تعليق - يقول له
عندما تبلغ سن الأربعين، وتكون السنون قد عبثت بوجهك الجميل وتركت فيه تجاعيدَ وأخاديد، يتحول شبابك الغض، الذي نعاينه الآن حقيقة ماثلة أمامنا، إلى شيء لا رونق فيه ولا رواء
وإن سئلت آنذاك عن جمالك البهي ولمن أورثته، لن تتمكن من القول أنه ما زال محفوظاً بصورة وجه آخر، بل ستقول أنه مدفون في قبر عينيك الذي طمرتَ كيانك كله به عندما رفضت الخروج من ذلك السجن الذاتي بفعل أنانيتك وافتتانك بشخصك، ويا له من عار لن يزيله أو يعوّض عنه أي ثناء
أما لو تمكنت من الإجابة بالقول: "جمالي هو ما زال حياً في ابني هذا الذي يشع بجمالي ويسري دمي في عروقه، هو برهان حيّ على أنني أديتُ واجبي في الحياة.." عندئذ ستكون مستحقاً للإكبار ومحطاً للتقدير والإعتبار
ألا فاعلم أن وريثك سيكون برهاناً حيّاً على أنه ورث جماله منك، ولذلك لم يمت جمالك لأنه ما زال متوهجاً في ابنك الذي به يتجدد شبابُك، حتى عندما تنحلّ قواك وتبلغ من العمر عتيا
وحتى عندما تتسلل إلى أعصابك رعشة الشيخوخة وتحس ببردها القارس ستشعر مع ذلك بدم الشباب الحار يجري في عروقك فيبدد تلك الرعشة وتشعر بالدفء والراحة
ترجمة وتعليق
محمود عباس مسعود
SONNET 2
When forty winters shall besiege thy brow
And dig deep trenches in thy beauty's field
Thy youth's proud livery so gazed on now
Will be a tattered weed of small worth held
Then being asked, where all thy beauty lies
Where all the treasure of thy lusty days
To say within thine own deep sunken eyes
Were an all-eating shame, and thriftless praise
How much more praise deserved thy beauty's use
If thou couldst answer 'This fair child of mine
Shall sum my count, and make my old excuse
Proving his beauty by succession thine
This were to be new made when thou art old
And see thy blood warm when thou feel'st it cold
And dig deep trenches in thy beauty's field
Thy youth's proud livery so gazed on now
Will be a tattered weed of small worth held
Then being asked, where all thy beauty lies
Where all the treasure of thy lusty days
To say within thine own deep sunken eyes
Were an all-eating shame, and thriftless praise
How much more praise deserved thy beauty's use
If thou couldst answer 'This fair child of mine
Shall sum my count, and make my old excuse
Proving his beauty by succession thine
This were to be new made when thou art old
And see thy blood warm when thou feel'st it cold
ملاحظة: هناك احتمال أن سن الأربعين في زمن شكسبير كانت تعتبر خريف العمر،
ربما مرحلة ما بين العقدين السابع والثامن في وقتنا الحاضر.
عندما يحاصر جبينك أربعون شتاءً
وتحفر السنون أثلاماً عميقة في حقل جمالك
فإن عنفوان شبابك الذي نبصر نضرته الآن
لن يكون سوى نبتة ممزقة لا نفع منها ولا قيمة لها.
وإن سُئلت إذ ذاك عن مكمن جمالك
وعن الكنز الذي امتلكته إبان شبابك الطافح بالقوة والحيوية
ستجيب أنه مطمور في عينيك الغائرتين
وسط عار دائم النهش مقيم، وثناء عقيم.
لكن كم ستكون مستحقاً للثناء
لو استطعت الإجابة بالقول: "ها ابني الوسيم
يروي قصة حياتي ويؤكد أنني صرفت عمري كما ينبغي أن أصرفه."
عندئذٍ سيكون وريثك برهاناً على أن جماله قد ورثه عنك، فهو في الأصل جمالك.
بابنك سيتجدد شبابك في سن الشيخوخة،
وسيجري الدم حاراً في عروقك عندما تتسلل إليك رعشة البرد.
تعليق - يقول له
عندما تبلغ سن الأربعين، وتكون السنون قد عبثت بوجهك الجميل وتركت فيه تجاعيدَ وأخاديد، يتحول شبابك الغض، الذي نعاينه الآن حقيقة ماثلة أمامنا، إلى شيء لا رونق فيه ولا رواء
وإن سئلت آنذاك عن جمالك البهي ولمن أورثته، لن تتمكن من القول أنه ما زال محفوظاً بصورة وجه آخر، بل ستقول أنه مدفون في قبر عينيك الذي طمرتَ كيانك كله به عندما رفضت الخروج من ذلك السجن الذاتي بفعل أنانيتك وافتتانك بشخصك، ويا له من عار لن يزيله أو يعوّض عنه أي ثناء
أما لو تمكنت من الإجابة بالقول: "جمالي هو ما زال حياً في ابني هذا الذي يشع بجمالي ويسري دمي في عروقه، هو برهان حيّ على أنني أديتُ واجبي في الحياة.." عندئذ ستكون مستحقاً للإكبار ومحطاً للتقدير والإعتبار
ألا فاعلم أن وريثك سيكون برهاناً حيّاً على أنه ورث جماله منك، ولذلك لم يمت جمالك لأنه ما زال متوهجاً في ابنك الذي به يتجدد شبابُك، حتى عندما تنحلّ قواك وتبلغ من العمر عتيا
وحتى عندما تتسلل إلى أعصابك رعشة الشيخوخة وتحس ببردها القارس ستشعر مع ذلك بدم الشباب الحار يجري في عروقك فيبدد تلك الرعشة وتشعر بالدفء والراحة
ترجمة وتعليق
محمود عباس مسعود
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى